يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير
[ ص: 195 ] يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس توسعوا فيه وليفسح بعضكم عن بعض من قولهم: افسح عني أي تنح، وقرئ «تفاسحوا» والمراد بالمجلس الجنس ويدل عليه قراءة بالجمع، أو مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا يتضامون به تنافسا على القرب منه وحرصا على استماع كلامه. عاصم فافسحوا يفسح الله لكم فيما تريدون التفسح فيه من المكان والرزق والصدر وغيرها. وإذا قيل انشزوا انهضوا للتوسعة أو لما أمرتم به كصلاة أو جهاد، أو ارتفعوا عن المجلس. فانشزوا وقرأ نافع وابن عامر بضم الشين فيهما. وعاصم يرفع الله الذين آمنوا منكم بالنصر وحسن الذكر في الدنيا، وإيوائهم غرف الجنان في الآخرة. والذين أوتوا العلم درجات ويرفع العلماء منهم خاصة درجات بما جمعوا من العلم والعمل، فإن العلم مع علو درجته يقتضي العمل المقرون به مزيد رفعة، ولذلك يقتدى بالعالم في أفعاله ولا يقتدى بغيره.
وفي الحديث: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب».
والله بما تعملون خبير تهديد لمن لم يتمثل الأمر أو استكرهه.