فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم
فمن لم يجد أي الرقبة والذي غاب ماله واجد. فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فإن أفطر بغير عذر لزمه الاستئناف وإن أفطر لعذر ففيه خلاف، وإن لم ينقطع التتابع عندنا خلافا جامع المظاهر عنها ليلا لأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما. ومالك فمن لم يستطع أي الصوم لهرم أو مرض مزمن أو شبق مفرط فإنه صلى الله عليه وسلم رخص للأعرابي المفطر أن يعدل لأجله. فإطعام ستين مسكينا ستين مدا بمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رطل وثلث لأنه أقل ما قيل في الكفارات وجنسه المخرج في الفطرة، وقال رضي الله تعالى عنه: أبو حنيفة من بر أو صاعا من غيره، وإنما لم يذكر التماس مع الطعام اكتفاء بذكره مع الآخرين، أو لجوازه في خلال الإطعام كما قال يعطي كل مسكين نصف صاع رضي الله تعالى عنه. أبو حنيفة ذلك أي ذلك البيان أو التعليم للأحكام ومحله النصب بفعل معلل بقوله: لتؤمنوا بالله ورسوله أي فرض ذلك لتصدقوا بالله ورسوله في قبول شرائعه ورفض ما كنتم عليه في جاهليتكم وتلك حدود الله لا يجوز تعديها.
وللكافرين أي الذين لا يقبلونها. عذاب أليم هو نظير قوله: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين