وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون
وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا سؤال توبيخ أو تعجب، ولعل المراد به نفس التعجب. قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء أي ما نطقنا باختيارنا بل أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء، أو ليس نطقنا بعجب من قدرة الله الذي أنطق كل حي، ولو أول الجواب والنطق بدلالة الحال بقي الشيء عاما في [ ص: 70 ] الموجودات الممكنة. وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون يحتمل أن يكون تمام كلام الجلود وأن يكون استئنافا.
وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم أي كنتم تستترون عن الناس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة، وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم بها فما استترتم عنها. وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق أنه لا يمر عليه حال إلا وهو عليه رقيب. ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون فلذلك اجترأتم على ما فعلتم.