ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون
[ ص: 42 ] ضرب الله مثلا للمشرك والموحد. رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل مثل المشرك على ما يقتضيه مذهبه من أن يدعي كل واحد من معبوديه عبوديته، ويتنازعوا فيه بعبد يتشارك فيه جمع، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة في تحيره وتوزع قلبه، والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل ورجلا بدل من مثلا وفيه صلة شركاء، والتشاكس والتشاخص الاختلاف. وقرأ نافع والكوفيون سلما بفتحتين، وقرئ بفتح السين وكسرها مع سكون اللام وثلاثتها مصادر سلم نعت بها، أو حذف منها ذا و «رجل سالم» أي وهناك رجل سالم، وتخصيص الرجل لأنه أفطن للضر والنفع. وابن عامر هل يستويان مثلا صفة وحالا ونصبه على التمييز ولذلك وحده، وقرئ «مثلين» للإشعار باختلاف النوع، أو لأن المراد على يستويان في الوصفين على أن الضمير للمثلين فإن التقدير مثل رجل ومثل رجل. الحمد لله كل الحمد له لا يشاركه فيه على الحقيقة سواه، لأنه المنعم بالذات والمالك على الإطلاق. بل أكثرهم لا يعلمون فيشركون به غيره من فرط جهلهم.