فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق
( فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي ) أصل ( أحببت ) أن يعدى بعلى لأنه بمعنى آثرت لكن لما أنيب مناب أنبت عدي تعديته، وقيل: هو بمعنى تقاعدت من قوله:
مثل بعير السوء إذا أحبا أي برك، و ( حب الخير ) مفعول له والخير المال الكثير، والمراد به الخيل التي شغلته ويحتمل أنه سماها خيرا لتعلق الخير بها.
قال عليه الصلاة والسلام: . «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة»
وقرأ ابن كثير ونافع بفتح الياء. ( وأبو عمرو حتى توارت بالحجاب ) أي غربت الشمس، شبه غروبها بتواري المخبأة بحجابها وإضمارها من غير ذكر لدلالة العشي عليها.
( ردوها علي ) الضمير لـ ( الصافنات ) . ( فطفق مسحا ) فأخذ بمسح السيف مسحا. ( بالسوق والأعناق ) أي بسوقها وأعناقها يقطعها من قولهم: مسح علاوته إذا ضرب عنقه، وقيل: جعل يمسح بيده أعناقها وسوقها حبالها، وعن «بالسؤق» على همز الواو لضمة ما قبلها كمؤقن، وعن ابن كثير «بالسؤوق» وقرئ «بالساق» اكتفاء بالواحد عن الجمع لأمن الإلباس. أبي عمرو