حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
( حنفاء لله ) مخلصين له . ( غير مشركين به ) وهما حالان من الواو . ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ) لأنه سقط من أوج الإيمان إلى حضيض الكفر . ( فتخطفه الطير ) فإن الأهواء الرديئة توزع أفكاره ، وقرأ وحده ( نافع فتخطفه ) بفتح الخاء وتشديد الطاء . ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) بعيد فإن الشيطان قد طوح به في الضلالة وأو للتخيير كما في قوله تعالى : ( أو كصيب من السماء ) ، أو للتنويع فإن المشركين من لا خلاص له أصلا ، ومنهم من يمكن خلاصه بالتوبة لكن على بعد ، ويجوز أن يكون من التشبيهات المركبة فيكون المعنى : ومن يشرك بالله فقد هلكت نفسه هلاكا يشبه أحد الهلاكين .
( ذلك ومن يعظم شعائر الله ) دين الله أو فرائض الحج ومواضع نسكه ، أو الهدايا لأنها من معالم الحج وهو أوفق لظاهر ما بعده ، وتعظيمها أن تختارها حسانا سمانا غالية الأثمان .
روي لأبي جهل في أنفه برة من ذهب ، وأن أنه صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة فيها جمل رضي الله تعالى عنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار . عمر
( فإنها من تقوى القلوب ) فإن تعظيمها منه من أفعال ذوي تقوى القلوب ، فحذفت هذه المضافات والعائد إلى من وذكر القلوب لأنها منشأ التقوى والفجور أو الآمرة بهما .