يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا
يوم ندعوا نصب بإضمار اذكر أو ظرف لما دل عليه ولا يظلمون ، وقرئ « يدعو » و « يدعي » و « يدعو » على قلب الألف واوا في لغة من يقول أفعو في أفعى ، أو على أن الواو علامة الجمع كما في قوله :
وأسروا النجوى الذين ظلموا أو ضميره وكل بدل منه والنون محذوفة لقلة المبالاة بها فإنها ليست إلا علامة الرفع ، وهو قد يقدر كما في « يدعي » . كل أناس بإمامهم بمن ائتموا به من نبي أو مقدم في الدين أو كتاب أو دين . وقيل بكتاب أعمالهم التي قدموها فيقال يا صاحب كتاب كذا ، أي تنقطع علقة الأنساب وتبقى نسبة الأعمال . وقيل بالقوى الحاملة لهم على عقائدهم وأفعالهم . وقيل بأمهاتهم جمع أم كخف وخفاف ، والحكمة في ذلك ، إجلال عيسى عليه السلام وإظهار شرف الحسن رضي الله عنهما ، وأن لا يفتضح أولاد الزنا . والحسين فمن أوتي من المدعوين . كتابه بيمينه أي كتاب عمله . فأولئك يقرءون كتابهم ابتهاجا وتبجحا بما يرون فيه . ولا يظلمون فتيلا ولا ينقصون من أجورهم أدنى شيء ، وجمع اسم الإشارة والضمير لأن من أوتي في معنى الجمع ، وتعليق القراءة بإيتاء الكتاب باليمين يدل على أن من أوتي كتابه بشماله إذا اطلع على ما فيه غشيهم من الخجل والحيرة ما يحبس ألسنتهم عن القراءة ، ولذلك لم يذكرهم مع أن قوله :