ربكم الذي يزجي هو الذي يجري . لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله الريح وأنواع الأمتعة التي لا تكون عندكم . إنه كان بكم رحيما حيث هيأ لكم ما تحتاجون إليه وسهل عليكم ما تعسر من أسبابه .
وإذا مسكم الضر في البحر خوف الغرق . ضل من تدعون ذهب عن خواطركم كل من تدعونه في حوادثكم . إلا إياه وحده فإنكم حينئذ لا يخطر ببالكم سواه فلا تدعون لكشفه إلا إياه ، أو ضل كل من تعبدونه عن إغاثتكم إلا الله . فلما نجاكم من الغرق . إلى البر أعرضتم عن التوحيد . وقيل اتسعتم في كفران النعمة كقول ذي الرمة :
عطاء فتى تمكن في المعالي . . . فأعرض في المكارم واستطالا
وكان الإنسان كفورا كالتعليل للإعراض .