وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا
وقضينا إلى بني إسرائيل وأوحينا إليهم وحيا مقتضيا مبتوتا . في الكتاب في التوراة . لتفسدن في الأرض جواب قسم محذوف ، أو قضينا على إجراء القضاء المبتوت مجرى القسم . مرتين إفسادتين أولاهما مخالفة أحكام التوراة وقتل شعياء وقيل أرمياء . وثانيهما قتل زكريا ويحيى وقصد قتل عيسى عليهم السلام . ولتعلن علوا كبيرا ولتستكبرن عن طاعة الله تعالى أو لتظلمن الناس .
فإذا جاء وعد أولاهما وعد عقاب أولاهما . بعثنا عليكم عبادا لنا بختنصر عامل لهراسف على بابل وجنوده . وقيل جالوت الجزري . وقيل سنحاريب من أهل نينوى . أولي بأس شديد ذوي قوة وبطش في الحرب شديد . فجاسوا فترددوا لطلبكم . وقرئ بالحاء المهملة وهما أخوان . خلال الديار وسطها للقتل والغارة فقتلوا كبارهم وسبوا صغارهم وحرقوا التوراة وخربوا المسجد . والمعتزلة لما منعوا تسليط الله الكافر على ذلك أولوا البعث بالتخلية وعدم المنع . وكان وعدا مفعولا وكان وعد عقابهم لا بد أن يفعل .