وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود
وإذ جعلنا البيت أي الكعبة، غلب عليها كالنجم على الثريا. مثابة للناس مرجعا يثوب إليه أعيان [ ص: 105 ] الزوار أو أمثالهم، أو موضع ثواب يثابون بحجه واعتماره. وقرئ: « مثابات » أي لأنه مثابة كل أحد.
وأمنا وموضع أمن لا يتعرض لأهله كقوله تعالى: حرما آمنا . ويتخطف الناس من حولهم ، أو يأمن حاجه من عذاب الآخرة من حيث إن الحج يجب ما قبله، أو لا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه حتى يخرج، وهو مذهب رضي الله عنه. أبي حنيفة واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى على إرادة القول، أو عطف على المقدر عاملا لإذ، أو اعتراض معطوف على مضمر تقديره توبوا إليه واتخذوا، على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أمر استحباب، ومقام إبراهيم هو الحجر الذي فيه أثر قدمه، أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج، أو رفع بناء البيت وهو موضعه اليوم.
روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد رضي الله تعالى عنه وقال: « عمر إبراهيم، فقال أفلا نتخذه مصلى، فقال: لم أومر بذلك، فلم تغب الشمس حتى نزلت عمر: » هذا مقام
وقيل: المراد به الأمر بركعتي الطواف، لما أنه عليه الصلاة والسلام: لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام جابر إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . روى
رحمه الله تعالى في وللشافعي قولان. وقيل: مقام وجوبهما إبراهيم الحرم كله. وقيل: مواقف الحج واتخاذها مصلى أن يدعى فيها، ويتقرب إلى الله تعالى. وقرأ نافع « واتخذوا » بلفظ الماضي عطفا على وابن عامر جعلنا ، أي: واتخذوا الناس مقامه الموسوم به، يعني الكعبة قبلة يصلون إليها. وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أمرناهما. أن طهرا بيتي بأن طهرا بيتي ويجوز أن تكون أن مفسرة لتضمن العهد معنى القول، يريد طهراه من الأوثان والأنجاس وما لا يليق به، أو أخلصاه. للطائفين حوله. والعاكفين المقيمين عنده، أو المعتكفين فيه والركع السجود أي المصلين، جمع راكع وساجد.