أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون
أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض أي ما كانوا معجزين الله في الدنيا أن يعاقبهم . وما كان لهم من دون الله من أولياء يمنعونهم من العقاب ولكنه أخر عقابهم إلى هذا اليوم ليكون أشد وأدوم .
[ ص: 132 ] يضاعف لهم العذاب استئناف وقرأ ابن كثير وابن عامر (يضعف) بالتشديد . ويعقوب ما كانوا يستطيعون السمع لتصامهم عن الحق وبغضهم له . وما كانوا يبصرون لتعاميهم عن آيات الله ، وكأنه العلة لمضاعفة العذاب .
وقيل هو بيان ما نفاه من ولاية الآلهة بقوله : وما كان لهم من دون الله من أولياء فإن ما لا يسمع ولا يبصر لا يصلح للولاية وقوله : يضاعف لهم العذاب اعتراض .
أولئك الذين خسروا أنفسهم باشتراء عبادة الآلهة بعبادة الله تعالى وضل عنهم ما كانوا يفترون من الآلهة وشفاعتها ، أو خسروا بما بدلوا وضاع عنهم ما حصلوا فلم يبق معهم سوى الحسرة والندامة . لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون لا أحد أبين وأكثر خسرانا منهم .