من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها بإحسانه وبره . نوف إليهم أعمالهم فيها نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصحة والرئاسة وسعة الرزق وكثرة الأولاد . وقرئ « يوف » بالياء أي يوف الله و « توف » على البناء للمفعول و « نوف » بالتخفيف والرفع لأن الشرط ماض كقوله :
وإن أتاه كريم يوم مسغبة . . . يقول لا غائب مالي ولا حرم
وهم فيها لا يبخسون لا ينقصون شيئا من أجورهم . والآية في أهل الرياء . وقيل في المنافقين . وقيل في الكفرة وغرضهم وبرهم .أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار مطلقا في مقابلة ما عملوا لأنهم استوفوا ما تقتضيه صور أعمالهم الحسنة وبقيت لهم أوزار العزائم السيئة . وحبط ما صنعوا فيها لأنه لم يبق لهم ثواب في الآخرة ، أو لم يكن لأنهم لم يريدوا به وجه الله والعمدة في اقتضاء ثوابها هو الإخلاص ، ويجوز تعليق الظرف بـ صنعوا على أن الضمير لـ الدنيا . وباطل في نفسه . ما كانوا يعملون لأنه لم يعمل على ما ينبغي ، وكأن كل واحدة من الجملتين علة لما قبلها . وقرئ « باطلا » على أنه مفعول يعملون و ما إبهامية أو في معنى المصدر كقوله :
ولا خارجا من في زور كلام
وبطل على الفعل .
[ ص: 131 ]