إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون
فالق الحب والنوى : بالنبات والشجر ، وعن أراد الشقين اللذين في النواة والحنطة مجاهد : يخرج الحي من الميت : أي : الحيوان والنامي من النطف ، والبيض ، والحب ، والنوى ومخرج : هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي .
فإن قلت : كيف قال : ومخرج الميت من الحي : بلفظ اسم الفاعل ، بعد قوله : يخرج الحي من الميت ؟
قلت : عطفه على فالق الحب والنوى ، لا على الفعل ، ويخرج الحي من الميت : موقعه موقع الجملة المبينة ; لقوله : فالق الحب والنوى لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين ، من جنس إخراج الحي من الميت ; لأن النامي في حكم [ ص: 375 ] الحيوان ; ألا ترى إلى قوله : ويحيي الأرض بعد موتها [الروم : 19] ذلكم الله أي : ذلكم المحي والمميت هو الله الذي تحق له الربوبية فأنى تؤفكون : فكيف تصرفون عنه ، وعن توليه إلى غيره .