إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين
لا تهدي من أحببت لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك وغيرهم ، لأنك عبد لا تعلم المطبوع على قلبه من غيره ولكن الله يدخل في الإسلام من يشاء وهو الذي علم أنه غير مطبوع على قلبه ، وأن الألطاف تنفع فيه ، فيقرن به ألطافه حتى تدعوه إلى القبول وهو أعلم بالمهتدين بالقابلين من الذين لا يقبلون . قال : أجمع المسلمون أنها نزلت في الزجاج أبي طالب ، وذلك أن أبا طالب قال عند موته : يا معشر بني هاشم ، أطيعوا محمدا وصدقوه تفلحوا وترشدوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك ؟ قال : فما تريد يا ابن أخي ؟ قال : أريد منك كلمة واحدة فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا : أن تقول لا إله إلا الله ، أشهد لك بها عند الله . قال : يا ابن أخي ، قد علمت إنك لصادق ، ولكني أكره أن يقال : خرع عند الموت ، ولولا أن تكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة ومسبة بعدي ، لقلتها ، ولأقررت بها عينك عند الفراق ، لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك ، ولكني سوف أموت على ملة الأشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف .