وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : مجاهد مراغما قال : متزحزحا عما يكره .
وأخرج في "مسائله" عن الطستي ، أن ابن عباس نافع بن الأزرق سأله عن قوله : مراغما قال : منفسحا بلغة هذيل، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
وأترك أرض جهرة إن عندي رجاء في المراغم والتعادي
وأخرج ، عن ابن جرير قال : المراغم : المهاجر . ابن زيد
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : السدي مراغما قال : مبتغى للمعيشة .
[ ص: 644 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم أبي صخر : مراغما قال منفسحا .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : قتادة يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة قال : متحولا من الضلالة إلى الهدى، ومن العيلة إلى الغنى .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : عطاء وسعة قال : ورخاء .
وأخرج عن ابن القاسم قال : سئل عن قول الله : مالك وسعة قال : سعة البلاد .
قوله تعالى : ومن يخرج من بيته الآية .
أخرج ، أبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في "المعرفة"، بسند رجاله ثقات، عن وأبو نعيم قال : خرج ابن عباس ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله : احملوني، فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، من وجه آخر، عن [ ص: 645 ] وابن أبي حاتم قال : كان ابن عباس بمكة رجل يقال له ضمرة، من بني بكر، وكان مريضا، فقال لأهله : أخرجوني من مكة؛ فإني أجد الحر، فقالوا : أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو طريق المدينة، فخرجوا به فمات على ميلين من مكة، فنزلت هذه الآية : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت .
وأخرج في كتاب "المعمرين" عن أبو حاتم السجستاني قال : سألت عامر الشعبي عن قوله تعالى : ابن عباس ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية، قال : نزلت في أكثم بن صيفي . قلت : فأين الليثي؟ قال : هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير في "سننه" عن والبيهقي أن رجلا من سعيد بن جبير، خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص -أو العيص بن ضمرة- بن زنباع، فلما أمروا بالهجرة كان مريضا، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ففرشوا له وحملوه وانطلقوا به متوجها إلى المدينة، فلما كان بالتنعيم مات، فنزل : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله .
وأخرج من وجه آخر عن ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، أبي ضمرة بن العيص الزرقي، الذي كان مصاب البصر، وكان بمكة، فلما نزلت : [ ص: 646 ] إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة فقال : إنني لغني، وإني لذو حيلة، فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت هذه الآية : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله .
وأخرج من وجه آخر عن ابن جرير قال : لما نزلت هذه الآية : سعيد بن جبير لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر رخص فيها قوم من المسلمين ممن بمكة من أهل الضرر، حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين، فقالوا : قد بين الله فضيلة المجاهدين على القاعدين، ورخص لأهل الضرر، حتى نزلت : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله : وساءت مصيرا قالوا : هذه موجبة . حتى نزلت : إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فقال ضمرة بن العيص أحد بني ليث، وكان مصاب البصر : إني لذو حيلة؛ لي مال فاحملوني، فخرج وهو مريض، فأدركه الموت عند التنعيم، فدفن عند مسجد التنعيم، فنزلت فيه هذه الآية : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : لما أنزل الله هؤلاء الآيات، ورجل من المؤمنين يقال له قتادة ضمرة -ولفظ عبد : سبرة- بمكة قال : والله إن لي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها، وإني لأهتدي إلى المدينة . [ ص: 647 ] فقال لأهله : أخرجوني . وهو مريض يومئذ، فلما جاوز الحرم قبضه الله فمات، فأنزل الله : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، من وجه آخر عن وابن جرير قال : لما نزلت : قتادة إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال رجل من المسلمين يومئذ وهو مريض : والله ما لي من عذر؛ إني لدليل بالطريق، وإني لموسر، فاحملوني، فحملوه فأدركه الموت بالطريق، فنزل فيه : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قال : لما أنزل الله : عكرمة إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآيتين، قال رجل من بني ضمرة - وكان مريضا - أخرجوني إلى الروح، فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات، فنزل فيه : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية .
وأخرج ، عن ابن جرير علباء بن أحمر قوله : ومن يخرج من بيته الآية . قال : نزلت في رجل من خزاعة .
[ ص: 648 ] وأخرج عن ابن جرير قال : لما سمع هذه - يعني : السدي إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية - ضمرة بن جندب الضمري، قال لأهله - وكان وجعا - : أرحلوا راحلتي، فإن الأخشبين قد غماني - يعني جبلي مكة - لعلي أن أخرج فيصيبني روح . فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق، فأنزل الله : ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية .
وأما حين توجه إلى المدينة فإنه قال : اللهم إني مهاجر إليك وإلى رسولك .
وأخرج سنيد، عن وابن جرير قال : لما نزلت : عكرمة إن الذين توفاهم الملائكة الآية، قال ضمرة بن جندب الجندعي : اللهم أبلغت المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة، ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات ببعض الطريق فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا؟ فنزلت : ومن يخرج من بيته الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير قال : لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي الضحاك قريش ببدر : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية . سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بني ليث، كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيما بمكة، وكان ممن عذر الله؛ كان شيخا كبيرا، فقال لأهله : ما أنا ببائت الليلة بمكة، . فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت، فنزل فيه : ومن يخرج من بيته الآية .
[ ص: 649 ] وأخرج عن عبد بن حميد في الآية قال : نزلت في رجل من عكرمة بني ليث أحد بني جندع .
وأخرج ابن سعد، ، عن وابن المنذر أن يزيد بن عبد الله بن قسيط، جندع بن ضمرة الجندعي كان بمكة فمرض، فقال لبنيه : أخرجوني من مكة، فقد قتلني غمها، فقالوا : إلى أين؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة، فخرجوا به، فلما بلغوا أضاة بني غفار مات، فأنزل الله فيه : ومن يخرج من بيته الآية .
وأخرج عن ابن جرير قال : هاجر رجل من ابن زيد بني كنانة يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق، فسخر به قوم واستهزءوا به، وقال : لا هو بلغ الذي يريد، ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن . فنزل القرآن : ومن يخرج من بيته الآية .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : خرج رجل من الحسن مكة بعدما أسلم وهو يريد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأدركه الموت في الطريق فمات، فقالوا : ما أدرك هذا من شيء، فأنزل الله : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية .
وأخرج ، ابن أبي حاتم في "المعرفة" من طريق وأبو نعيم ، عن أبيه أن هشام بن عروة قال : هاجر الزبير بن العوام خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات، فنزلت فيه : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما . قال [ ص: 650 ] وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الزبير : الحبشة، فما أحزنني شيء حزني وفاته حين بلغني؛ لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزى، ولا أرجو غيره .
وأخرج عن ابن سعد المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبيه قال : خرج خالد بن حزام مهاجرا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، فنهش في الطريق، فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة فنزلت فيه : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية .
وأخرج من طريق ابن جرير عن ابن لهيعة، أن أهل يزيد بن أبي حبيب، المدينة يقولون : من خرج فاصلا وجب سهمه . وتأولوا قوله تعالى : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله يعني : من مات ممن خرج إلى الغزو بعد انفصاله من منزله قبل أن يشهد الوقعة، فله سهمه من المغنم .
وأخرج ابن سعد، ، وأحمد وصححه، عن والحاكم عبد الله بن عتيك : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله - وأين المجاهدون في سبيل الله؟ - فخر عن دابته فمات، فقد وقع أجره على الله، أو [ ص: 651 ] لدغته دابة فمات، فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه، فقد وقع أجره على الله» -يعني ب «حتف أنفه» : على فراشه، والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - «ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة» .
وأخرج ، أبو يعلى في "الشعب" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة» .