الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين
قوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعني اليهود والنصارى، أوتوا التوراة، والإنجيل. يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فيه قولان: أحدهما: يعرفون أن تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة حق كما يعرفون أبناءهم. والثاني: يعرفون الرسول وصدق رسالته كما يعرفون أبناءهم. وإن فريقا منهم يعني علماءهم وخواصهم. [ ص: 205 ]
ليكتمون الحق فيه قولان: أحدهما: أن الحق هو استقبال الكعبة. والثاني: أن الحق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول مجاهد . وقتادة وهم يعلمون يحتمل وجهين: أحدهما: يعلمون أنه حق متبوع. والثاني: يعلمون ما عليه من العقاب المستحق. الحق من ربك يعني استقبال الكعبة، لا ما أخبرتك به شهود من قبلتهم. فلا تكونن من الممترين أي من الشاكين يقال: امترى فلان في كذا إذا اعترضه اليقين مرة، والشك أخرى، فدافع أحدهما بالآخر. فإن قيل: أفكان شاكا حين نهى عنه؟ قيل: هذا وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به غيره من أمته.