واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا
[ ص: 376 ] قوله تعالى: وناديناه من جانب الطور الأيمن والطور جبل بالشام ناداه الله من ناحيته اليمنى. وفيه وجهان: أحدهما: من يمين موسى.
الثاني: من يمين الجبل ، قاله مقاتل. وقربناه نجيا فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه قربه من الموضع الذي شرفه وعظمه بسماع كلامه.
الثاني: أنه قربه من أعلى الحجب حتى سمع صريف القلم ، قاله ، وقال غيره: حتى سمع صرير القلم الذي كتب به التوراة. ابن عباس
الثالث: أنه قربه تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب اجتذاب وإدناء لأنه لا يوصف بالحلول في مكان دون مكان فيقرب من بعد أو يبعد من قرب ، قاله ابن بحر. وفي قوله: نجيا ثلاثة أوجه: أحدها: أنه مأخوذ من النجوى ، والنجوى لا تكون إلا في الخلوة ، قاله قطرب.
الثاني: نجاه لصدقه مأخوذ من النجاة.
الثالث: رفعه بعد التقريب مأخوذ من النجوة وهو الارتفاع ، قال لم يبلغ الحسن موسى من الكلام الذي ناجاه به شيئا.