إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون
قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت فيه وجهان :
أحدهما : من أحببت هدايته .
الثاني : من أحببته لقرابته ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة : نزلت في والحسن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى أن النبي قال لعمه أبو هريرة أبي طالب : قريش لأقررت عينيك بها . وروى "قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله تعالى يوم القيامة". فقال : لولا أن تعيرني بها أنه قال : يا ابن أخي ملة الأشياخ ، فنزلت الآية تعني مجاهد أبا طالب .
ولكن الله يهدي من يشاء قاله : يعني قتادة . العباس
[ ص: 260 ] وهو أعلم بالمهتدين قال : يعني بمن قدر له الهدى والضلالة . مجاهد
قوله تعالى : وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا قيل إن هذه الآية نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف القرشي قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنا لنعلم أن قولك حق ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا يعني بمكة فإنما نحن أكلة رأس العرب ولا طاقة لنا بهم ، فأجاب الله عما اعتل به فقال : أولم نمكن لهم حرما آمنا فيه وجهان :
أحدهما : أنه جعله آمنا بما طبع النفوس عليه من السكون إليه حتى لا ينفر منه الغزال والذئب والحمام والحدأة .
الثاني : أنه جعله آمنا بالأمر الوارد من جهته بأمان من دخله ولاذ به ، قاله . يقول كنتم آمنين في حرمي تأكلون رزقي وتعبدون غيري أفتخافون إذا عبدتموني وآمنتم بي . يحيى بن سلام
يجبى إليه ثمرات كل شيء أي تجمع إليه ثمرات كل أرض وبلد . وحكى أن كتابا وجد عند المقام فيه : إني أنا الله ذو مجاهد بكة ، وضعتها يوم خلقت الشمس والقمر ، وحرمتها يوم خلقت السماوات والأرض ، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء ، يأتيها رزقها من ثلاثة سبل ، مبارك لأهلها في الماء واللحم ، أول من يحلها أهلها .
رزقا من لدنا أي عطاء من عندنا .
ولكن أكثرهم لا يعلمون فيه وجهان :
أحدهما : لا يعقلون ، قاله . الضحاك
الثاني : لا يتدبرون ، قاله ابن شجرة .