فإما تريني ولي لمة فإن الحوادث أودى بها
ونسب على كلام فيه جواز الأمرين إلى أبو حيان والغالب أن إن إذا أكدت - بما - يلحق الفعل بعدها نون التوكيد على ما نص عليه غير واحد سيبويه بعض الذي نعدهم وهو القتل والأسر أو نتوفينك قبل ذلك فإلينا يرجعون يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم ، وهو جواب ( نتوفينك ) وجواب ( نرينك ) محذوف مثل فذاك ، وجوز أن يكون جوابا لهما على معنى أن نعذبهم في حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم في الآخرة أشد العذاب ويدل على شدته الاقتصار على ذكر الرجوع في هذا المعرض . آثر في الآية هنا ما ذكر أولا وذكر في [الرعد : 40] في نظيرها أعني قوله تعالى : والزمخشري وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ ما يدل على أن الجملة المقرونة بالفاء جواب على التقديرين ، قال في الكشف : والفرق أن قوله تعالى : ( فاصبر إن وعد الله حق ) [الروم : 60 ، غافر : 55 ، 77] عدة للإنجاز والنصر وهو الذي همه عليه الصلاة والسلام وهم المؤمنين معقود به لمقتضى هذا السياق فينبغي أن يقدر فذاك هناك ثم جيء بالتقدير الثاني ردا لشماتتهم وأنه منصور على كل حال وإتماما للتسلي ، وأما مساق التي في الرعد فلا يجاب التبليغ وأنه ليس عليه غير ذلك كيفما دارت القضية ، فمن ذهب إلى إلحاق ما هنا بما في الرعد ذهب عنه مغزى . انتهى . فتأمل ولا تغفل . الزمخشري
وقرأ أبو عبد الرحمن «يرجعون » بفتح الياء ، ويعقوب وطلحة بن مصرف في رواية ويعقوب الوليد بن [ ص: 88 ] حسان بفتح تاء الخطاب