يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم بدل من ( يوم يقوم ) ولا قيل : تحتمل أن تكون لنفي النفع فقط على معنى أنهم يعتذرون ولا ينفعهم معذرتهم لبطلانها وتحتمل أن تكون لنفي النفع والمعذرة على معنى لا تقع معذرة لتنفع ، وفي الكشاف يحتمل أنهم يعتذرون بمعذرة ولكنها لا تنفع لأنها باطلة وأنهم لو جاءوا بمعذرة لم تكن مقبولة لقوله تعالى : ولا يؤذن لهم فيعتذرون [المرسلات : 36] وأراد على ما في الكشف أن عدم النفع إما لأمر راجع إلى المعذرة الكائنة وهو بطلانها ، وإما لأمر راجع إلى من يقبل العذر ولا نظر فيه إلى وقوع العذر والحاصل أن المقصود بالنفي الصفة ولا نظر فيه إلى الموصوف نفيا أو إثباتا ، وليس في كلامه إشارة إلى إرادة نفيهما جميعا فتدبر ، وقرأ غير الكوفيين «لا تنفع » بالتاء الفوقية ، ووجهها ظاهر ، وأما قراءة الياء فلأن المعذرة مصدر وتأنيثه غير حقيقي مع أنه فصل عن الفعل بالمفعول ونافع ولهم اللعنة أي البعد من الرحمة .
ولهم سوء الدار هي جهنم وسوءها ما يسوء فيها من العذاب فإضافته لامية أو هي من إضافة الصفة للموصوف أي الدار السوأى ، ولا يخفى ما في الجملتين من إهانتهم والتهكم بهم