إذ أبق هرب، وأصله الهرب من السيد، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه كما هو الأنسب بحال الأنبياء - عليهم السلام - حسن إطلاقه عليه، فهو إما استعارة أو مجاز مرسل من استعمال المقيد في المطلق، والأول أبلغ، وقال بعض الكمل: الإباق الفرار من السيد بحيث لا يهتدي إليه طالب أي بهذا القصد، وكان - عليه السلام - هرب من قومه بغير إذن ربه سبحانه إلى حيث طلبوه، فلم يجدوه فاستعير الإباق لهربه باعتبار هذا القيد لا باعتبار القيد الأول، وفيه بعد تسليم اعتبار هذا القيد على ما ذكره بعض أهل اللغة أنه لا مانع من اعتبار ذلك القيد، فلا اعتبار بنفي اعتباره، إلى الفلك المشحون ، المملوء.