وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم من الأمم العاتية فلا تحزن من تكذيب هؤلاء إياك.
جاءتهم رسلهم في موضع الحال على ما قال إما بدون تقدير قد أو بتقديرها، أي كذب الذين من قبلهم، وقد جاءتهم رسلهم أبو البقاء بالبينات أي بالمعجزات الظاهرة الدالة على صدقهم فيما يدعون وبالزبر كصحف إبراهيم عليه السلام وبالكتاب المنير كالتوراة والإنجيل على إرادة التفصيل يعني أن بعضهم جاء بهذا وبعضهم جاء بهذا لا على إرادة الجمع، وأن كل رسول جاء بجميع ما ذكر حتى يلزم أن يكون لكل رسول كتاب، وعدد الرسل أكثر بكثير من عدد الكتب كما هو معروف، ومآل هذا إلى منع الخلو، ويجوز أن يراد بالزبر والكتاب واحد، والعطف لتغاير العنوانين لكن فيه بعد.