وقالت متى يبخل عليك ويعتلل يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب
أي يعتلل هو أي الاعتلال، وقال : قام الظرف مقام الفاعل، وتعقبه في البحر بأنه لو كان كذلك لكان مرفوعا، والإضافة إلى الضمير لا تسوغ البناء وإلا لساغ جاء غلامك بالفتح ولا يقوله أحد، نعم للبناء للإضافة إلى المبني مواضع أحكمت في النحو، وماذا يقول الحوفي في قوله: الحوفي
وقد حيل بين العير والنزوان
فإنه نصب بين مع إضافتها إلى معرب، وقرأ ابن عامر بإشمام الضم للحاء. والكسائي
كما فعل بأشياعهم من قبل أي بأشباههم من كفرة الأمم الدارجة، ( ومن قبل ) متعلق بأشياعهم على أن المراد من اتصف بصفتهم من قبل، أي في الزمان الأول، ويرجحه أن ما يفعل بجميعهم في الآخرة إنما هو في وقت واحد أو متعلق بفعل إذا كانت الحيلولة في الدنيا، وعن أن المراد بأشياعهم أصحاب الفيل، الظاهر أنه جعل الآية في الضحاك السفياني ومن معه. [ ص: 160 ]
إنهم كانوا في شك مريب أي موقع في ريبة على أنه من أرابه أوقعه في ريبة وتهمة أو ذي ريبة من أراب الرجل صار ذا ريبة، فإما أن يكون قد شبه الشك بإنسان يصح أن يكون مريبا على وجه الاستعارة المكنية التخييلية، أو يكون الإسناد مجازيا أسند فيه ما لصاحب الشك للشك مبالغة كما يقال شعر شاعر، وكأنه من هنا قال : الشك المريب أقوى ما يكون من الشك، وضمير الجمع للإشباع وقيل لأولئك المحدث عنهم، والله تعالى أعلم. ابن عطية