وقوله تعالى : أطلع الغيب رد لكلمته الشنعاء وإظهار لبطلانها إثر ما أشير إليه بالتعجيب منها ، فالجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وقيل : إنها في محل نصب واقعة موقع مفعول ثان لأرأيت على أنه بمعنى أخبرني وهو كما ترى ، والهمزة للاستفهام ، والأصل أاطلع فحذفت همزة الوصل تخفيفا ، وقرأ ( إطلع ) بكسر الهمزة وحذف همزة الاستفهام لدلالة أم عليها كما في قوله : بسبع رمين الجمر أم بثمان والفعل متعد بنفسه وقد يتعدى بعلى وليس بلازم حتى تكون الآية من الحذف والإيصال ، والمراد من الطلوع الظهور على وجه العلو والتملك ولذا اختير على التعبير بالعلم ونحوه - أي أقد بلغ من عظمة الشأن إلى أن ارتقى علم الغيب الذي استأثر به العليم الخبير جل جلاله حتى ادعى علم أن يؤتى في الآخرة مالا وولدا وأقسم عليه ، وعن أن المعنى انظر في اللوح المحفوظ ابن عباس أم اتخذ عند الرحمن عهدا قال: لا إله إلا الله يرجو بها ذلك ، وعن العهد العمل الصالح الذي وعد الله تعالى عليه الثواب ، فالمعنى: أعلم الغيب أم عمل عملا يرجو ذلك في مقابلته . وقال بعضهم : العهد على ظاهره . قتادة:
والمعنى: أعلم الغيب أم أعطاه الله تعالى عهدا وموثقا وقال له : إن ذلك كائن لا محالة .
ونقل هذا عن ، وهذه مجاراة مع العين بحسب منطوق مقاله كما أن كلامه كذلك ، والتعرض لعنوان الرحمانية للإشعار بعلية الرحمة لإيتاء ما يدعيه
الكلبي