إلا سليمان إذ قال الإله له قم في البرية فاحددها عن الفند
وبمعنى ضعف الرأي والعقل من الهرم وكبر السن ويقال : فند الرجل إذا نسبه إلى الفند وهو على ما قيل مأخوذ من الفند وهو الحجر كأنه جعل حجرا لقلة فهمه كما قيل :
[ ص: 54 ] إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجرا من يابس الصخر جلمد
ثم اتسع فيه فقيل فنده إذا ضعف رأيه ولامه على ما فعل قال الشاعر :
يا عاذلي دعا لومي وتفنيدي فليس ما قلت من أمر بمردود
وجاء أفند الدهر فلانا أفسده قال ابن مقتل :
دع الدهر يفعل ما أراد فإنه إذا كلف الإفناد بالناس أفندا
ويقال : شيخ مفند إذا فسد رأيه ولا يقال : عجوز مفندة لأنها لا رأي لها في شبيبتها حتى يضعف قاله الجوهري وغيره من أهل اللغة وذكره في الكشاف وغيره واستغربه الزمخشري ولعل وجهه أن لها عقلا وإن كان ناقصا يشتد نقصه بكبر السن فتأمل وجواب السمين لولا محذوف أي لولا تفنيدكم إياي لصدقتموني أو لقلت : إن يوسف قريب مكانه أو لقاؤه أو نحو ذلك والمخاطب قيل : من بقي من ولده غير الذين ذهبوا يمتارون وهم كثير وقيل : ولد ولده ومن كان بحضرته من ذوي قرابته وهو المشهور