ولو فهذا استفهام لا يلزمه به شيء ، ولو لم ينقد الألف كان إقرارا ; لأنه إذا لم ينقد الألف كان إخبارا بالفعل فيكون إقرارا بموجبه ، وإذا نقد الألف ، فقد ضم صيغة الإخبار للفعل بألف الاستفهام فيخرج من أن يكون إخبارا قال الله تعالى { قال لرجل أعطيتني أمس ألف درهم وهل هي ألف ؟ أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين } ، ولم يكن هذا إخبارا عن قوله ذلك ; لأنه لو كان هذا إخبارا لكان تبرؤه منه بقوله { سبحانك } تكذيبا فعرفنا مثل هذا إذا قرن به حرف الاستفهام يخرج من أن [ ص: 72 ] يكون إخبارا بخلاف قوله أليس قد أعطيتني ، وفي الحقيقة لا فرق فإن ألف الاستفهام يدل على نفي ما قرن به ، فإذا قرن بحرف النفي ، وهو ليس يدل على نفي ذلك النفي فيكون تقريرا ، وإذا قرن بالفعل كان دليلا على نفي ذلك الفعل فلم يكن مقرا بالإعطاء .