وإن فهو غير مصدق في ذلك في القياس ; لأنه مناقض في كلامه ويصدق في الاستحسان ويثبت نسبه منه ; لأن الإنسان قد يشتبه عليه هذا في الابتداء ثم يتبين له [ ص: 144 ] في الانتهاء فيريد أن يتدارك وقد بينا أن لخفاء أمر العلوق يعذر في التناقض فيه ثم لا منافاة بين الولاء الثابت له عليه وبين النسب ألا ترى أنه يشتري ابنه فيعتق عليه ويجتمع له ولاؤه ونسبه . كان في يده صبي لا ينطق فزعم أنه عبده ثم أعتقه ثم زعم أنه ابنه
ولو لم تجز دعوته إلا أن يصدقه ; لأنه بالعتق صار في يد نفسه فالتحق بسائر الأحرار فالدعوى من المولى بعد ذلك ومن غيره سواء لا تنفذ إلا بتصديقه بخلاف الصغير الذي لا يعبر عن نفسه ; لأنه في يد مولاه إذ هو ليس بمحل أن يعبر عن نفسه قال في الكتاب أستحسن في الصغير كما أستحسن في المدبر يكون بين اثنين إذا جاءا بولد فادعاه أحدهما وقد تقدم بيان هذه المسألة في كتاب العتاق . كان عبدا كبيرا أعتقه ثم ادعاه ومثله يولد لمثله