( صفية بنت حيي بن أخطب وابنة عمتها ، وكانت صفية تحت كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت عروسا حديثة عهد بالدخول ، فأمر بلالا أن يذهب بها إلى رحله ، فمر بها بلال وسط القتلى ، فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أذهبت الرحمة منك يا بلال ؟! )
وعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت ، فاصطفاها لنفسه ، وأعتقها وجعل عتقها صداقها ، وبنى بها في الطريق ، وأولم عليها ، ورأى بوجهها خضرة فقال : ما هذا ؟ قالت : يا رسول الله ، أريت قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه فسقط في حجري ، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئا ، فقصصتها على زوجي فلطم وجهي وقال : تمنين هذا الملك الذي بالمدينة )
[ ص: 291 ] وشك الصحابة هل اتخذها سرية أو زوجة ؟ فقالوا : انظروا إن حجبها فهي إحدى نسائه ، وإلا فهي مما ملكت يمينه ، فلما ركب ( جعل ثوبه الذي ارتدى به على ظهرها ووجهها ، ثم شد طرفه تحته ، فتأخروا عنه في المسير ، وعلموا أنها إحدى نسائه ، ولما قدم ليحملها على الرحل أجلته أن تضع قدمها على فخذه فوضعت ركبتها على فخذه ثم ركبت .
ولما بنى بها بات أبو أيوب ليلته قائما قريبا من قبته ، آخذا بقائم السيف حتى أصبح ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر أبو أيوب حين رآه قد خرج ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك يا أبا أيوب ؟ فقال له : أرقت ليلتي هذه يا رسول الله لما دخلت بهذه المرأة ، ذكرت أنك قتلت أباها وأخاها وزوجها وعامة عشيرتها ، فخفت أن تغتالك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له معروفا ) . وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم