فهو آز لحمه زيم
قال الشيباني : أزت الشمس للمغيب أزيا . وأزى الظل يأزي أزيا وأزيا : إذا قلص . وأنشد غيره :[ ص: 99 ]
بادر بشيخيك أزي الظل إن الشباب عنهما مول
حتى أزى ديوانه المحسوب
ومن الباب قول الفراء : أزأت عن الشيء : إذا كععت عنه ، لأنه إذا كع تقبض وانضم . فهذا أحد الأصلين ، والآخر الإزاء وهو الحذاء ، يقال : آزيت فلانا ، أي : حاذيته . فأما القيم الذي يقال له الإزاء فمن هذا أيضا ، لأن القيم بالشيء يكون أبدا إزاءه يرقبه . وكذلك إزاء الحوض ، لأنه محاذ ما يقابله . قال شاعر في الإزاء الذي هو القيم :إزاء معاش لا يزال نطاقها شديدا وفيها سورة وهي قاعد
إزاؤه كالظربان الموفي
فقلت الإزاء مصب الدلو في الحوض . فقال لي : كيف يشبه مصب الدلو بالظربان ؟ ! فقلت : ما عندك فيه ؟ قال لي : إنما أراد المستقي ، من قولك فلان إزاء مال : إذا قام به [ ووليه ] . وشبهه بالظربان لذفر [ ص: 100 ] رائحته . وإما إزاء الحوض فمصب الماء فيه ، يقال : آزيت الحوض إيزاء . قال الهذلي :لعمر أبي ليلى لقد ساقه المنى إلى جدث يوزى له بالأهاضب
نغرف من ذي غيث ونؤزي
وبعضهم يقول : إنما هو من قولك أزيت على صنيع فلان ، أي : أضعفت فإن كان كذا فلأن الضعفين كل واحد منهما إزاء الآخر . ويقال : ناقة أزية : إذا كانت لا تشرب إلا من إزاء الحوض .