فالأول العشرة ، والعشر في المؤنث . وتقول : عشرت القوم أعشرهم ، إذا صرت عاشرهم . وكنت عاشر عشرة ، أي كانوا تسعة فتموا بي عشرة رجال . وعشرت القوم ، إذا أخذت عشر أموالهم . ويقال أيضا : عشرتهم أعشرهم تعشيرا . وبه سمي العشار عشارا . والعشر : جزء من الأجزاء العشرة ، وهو العشير والمعشار . فأما العشر فيقال : هو ورد الإبل يوم العاشر . وإبل عواشر : وردت الماء عشرا . ويجمع ويثنى فيقال عشران وعشرون ، فكل عشر من ذلك تسعة أيام . وقال : ذو الرمة
أقمت لها أعناق هيم كأنها قطا نش عنها ذو جلاميد خامس
يعني بالخامس : القطا التي وردت الماء خمسا .
قال الخليل : تقول : جاء القوم عشار عشار ، ومعشر معشر ، أي عشرة عشرة ، كما تقول : جاءوا أحاد أحاد ، ومثنى مثنى . ولم يذكر الخليل موحد موحد ، وهو صحيح . فأما تعشير الحمار فلسنا نقول فيه إلا الذي قالوه ، وهو في قياسنا صحيح إن كان حقا ما يقال . قال الخليل : المعشر : الحمار الشديد [ ص: 325 ] النهيق . قال : ويقال نعت بذلك لأنه لا يكف حتى تبلغ [ عشر ] نهقات وترجيعات . قال :
لعمري لئن عشرت من خشية الردى نهاق الحمار إنني لجزوع
قال : وناقة عشراء ، وهي التي أقربت ، سميت عشراء لتمام عشرة أشهر لحملها . يقال : عشرت الناقة تعشر تعشيرا ، وهي عشراء حتى تلد ، والعدد العشراوات ، والجمع عشار . ويقال : بل يقع اسم العشار على النوق التي نتج بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها . وقال :
يا عام إن لقاحها وعشارها أودى بها شخت الجزارة معلم
وقال : الفرزدق
كم عمة لك يا جرير وخالة فدعاء قد حلبت علي عشاري
وقال : وليس للعشار لبن ، وإنما سماها عشارا لأنها حديثة العهد ، وهي مطافيل قد وضعت أولادها . والعشر : القطعة تنكسر من القدح أو البرمة ونحوها . وقال :
كما يضم المشعب الأعشارا
[ ص: 326 ] هذا قد حكي . فأما الخليل فقد حكى وقال : لا يكادون يفردون العشر . وذكر أن قولهم قدور أعشار وأعاشير ، إنما معناه أنها مكسرة على عشر قطع ، وقال امرؤ القيس :
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
وذكر الخليل أيضا أنه يقال لجفن السيف إذا كان مكسرا أعشار . وأنشد :
وقد يقطع السيف اليماني وجفنه شباريق أعشار عثمن على كسر
قال : والعشاري : ما بلغ طوله عشر أذرع . وعاشوراء : اليوم العاشر من المحرم .
فأما الأصل الآخر الدال على المخالطة والمداخلة فالعشرة والمعاشرة . وعشيرك : الذي يعاشرك . قال : ولم أسمع للعشير جمعا ، لا يكادون يقولون هم عشراؤك ، وإذا جمعوا قالوا : هم معاشروك . قال : وإنما سميت عشيرة الرجل لمعاشرة بعضهم بعضا ، حتى الزوج عشير امرأته . وجاء في الحديث في ذكر النساء : . ويقال عاشره معاشرة جميلة . وقال إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير زهير :
لعمرك والخطوب مغيرات وفي طول المعاشرة التقالي
[ ص: 327 ] قال : والمعشر : كل جماعة أمرهم واحد ، نحو معشر المسلمين ، والإنس معشر والجن معشر ، والجمع معاشر . والعشر : نبت .