بثث : بث الشيء والخبر يبثه ويبثه بثا ، وأبثه ، بمعنى فانبث : فرقه فتفرق ، ونشره ; وكذلك بث الخيل في الغارة يبثها بثا فانبثت ، وبث الصياد كلابه يبثها بثا ; وانبث الجراد في الأرض : انتشر ; وخلق الله الخلق ، فبثهم في الأرض . وفي التنزيل العزيز : وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ; أي نشر وكثر ; وفي حديث أم زرع : أي لا أنشره لقبح آثاره . وبثت البسط إذا بسطت . قال الله عز وجل : زوجي لا أبث خبره وزرابي مبثوثة ; قال الفراء : مبثوثة كثيرة . وقوله عز وجل : فكانت هباء منبثا ; أي غبارا منتشرا . وتمر بث إذا لم يجود كنزه فتفرق ; وقيل : هو المنتثر الذي ليس في جراب ، ولا وعاء كفث ، وهو كقولهم : ماء غور ; قال : تمر بث إذا كان منثورا متفرقا بعضه من بعض . وبثبث التراب : استثاره وكشفه عما تحته . وفي حديث الأصمعي عبد الله : فلما حضر اليهودي الموت ، قال : بثبثوه أي كشفوه ; حكاه الهروي في الغريبين ، وهو من البث إظهار الحديث ، والأصل فيه بثثوه ، فأبدل من الثاء الوسطى باء تخفيفا ، كما قالوا في حثثت : حثحثت . وأبثه الحديث : أطلعه عليه ; قال أبو كبير :
ثم انصرفت ، ولا أبثك حيبتي رعش البنان ، أطيش مشي الأصور
أراد : ولا أخبرك بكل سوء حالتي . والبث : الحال والحزن ، يقال : أبثثتك أي أظهرت لك بثي . وفي حديث أم زرع : ; ويروى تنث - بالنون - بمعناه . واستبثه إياه : طلب إليه أن يبثه إياه . والبث : الحزن والغم الذي تفضي به إلى صاحبك . وفي حديث لا تبث حديثنا تبثيثا أم زرع : ; قال : البث في الأصل شدة الحزن ، والمرض الشديد ، كأنه من شدته يبثه صاحبه . المعنى : أنه كان بجسدها عيب أو داء ، فكان لا يدخل يده في ثوبها فيمسه ، لعلمه أن ذلك يؤذيها ، تصفه باللطف ; وقيل : إن ذلك ذم له أي لا يتفقد أمورها ومصالحها ، كقولهم : ما أدخل يدي في هذا الأمر أي لا أتفقده . وفي حديث لا يولج الكف ليعلم البث : فلما توجه قافلا من كعب بن مالك تبوك حضرني بثي أي اشتد حزني . ويقال : أبثثت فلانا سري - بالألف - إبثاثا أي أطلعته عليه وأظهرته له . وبثثت الخبر ، شدد للمبالغة ، فانبث أي انتشر . وبثبثت الأمر إذا فتشت عنه وتخبرته . وبثبثت الخبر بثبثة : نشرته ، والغبار : هيجته .