قال القرشي: وثنى القاسم بن هاشم ، عن إبراهيم بن الأشعث ، عن قال: حدثني بعض أشياخنا أن إبليس لعنه الله جاء إلى فضيل بن عياض موسى عليه الصلاة والسلام وهو يناجي ربه تعالى، فقال له الملك: ويلك! ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه؟ قال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة. قال القرشي: وثنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، ثنا فرج بن فضالة ، عن رضي الله عنه قال: بينما عبد الرحمن بن زياد موسى عليه السلام جالس في بعض مجالسه إذ أقبل عليه إبليس وعليه برنس له يتلون فيه ألوانا، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه، ثم أتاه، وقال له: السلام عليك يا موسى، فقال له موسى عليه السلام: من أنت؟ قال: أنا إبليس، قال: فلا حياك الله، ما جاء بك؟ قال: جئت لأسلم عليك لمنزلتك عند الله تعالى، ومكانك منه، قال: فما الذي رأيته عليك؟ قال: به أختطف قلوب بني آدم، قال: فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأحذرك ثلاثا: [ ص: 32 ] لا تخلون بامرأة لا تحل لك قط، فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها.
ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به.
ولا تخرجن صدقة إلا أمضيتها، فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين إخراجها، ثم ولى وهو يقول: يا ويله ثلاثا علم موسى ما يحذر به بني آدم.
قال القرشي: وحدثني ، ثنا محمد بن إدريس ، ثنا أحمد بن يونس قال: سمعت أن الشيطان قال للمرأة: أنت نصف جندي، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ، وأنت موضع سري، وأنت رسولي في حاجتي. الحسن بن صالح
قال القرشي: وحدثنا ، ثنى إسحاق بن إبراهيم هشام بن يوسف بن عقيل بن معقل بن أخي وهب بن منبه قال: سمعت وهبا يقول: قال راهب للشيطان وقد بدا له: أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم؟ قال: الحدة، إن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة.
قال القرشي: وحدثنا ، عن سعيد بن سليمان الواسطي ، عن سليمان بن المغيرة رضي الله عنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعل إبليس لعنه الله يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيجيئون إليه بصحفهم ليس فيها شيء فيقول لهم: ما لكم لا تصيبون منهم شيئا؟ فقالوا: ما صحبنا قوما مثل هؤلاء، فقال: رويدا بهم، فعسى أن تفتح لهم الدنيا، هنالك تصيبون حاجتكم منهم. ثابت
قال القرشي: وأخبرنا أحمد بن جميل المروزي ، نا ، نا ابن المبارك سفيان ، عن ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: إذا أصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول: من أضل مسلما ألبسته التاج، فيقول له القائل: لم أزل بفلان حتى طلق امرأته، قال: يوشك أن يتزوج، ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى عق، قال: يوشك أن يبر، ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى زنى، [ ص: 33 ] قال: أنت، ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى شرب الخمر، قال: أنت، قال: ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى قتل، فيقول: أنت أنت. أبي موسى
قال القرشي: وسمعت يحدث عن سعيد بن سليمان ، عن المبارك بن فضالة قال: كانت شجرة تعبد من دون الله فجاء إليها رجل، فقال: لأقطعن هذه الشجرة، فجاء ليقطعها غضبا لله، فلقيه إبليس في صورة إنسان، فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله، قال: إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها؟ قال: لأقطعنها، فقال له الشيطان: هل لك فيما هو خير لك؟ لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك، قال: فمن أين لي ذلك؟ قال: أنا لك، فرجع فأصبح فوجد دينارين عند وسادته، ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئا، فقام غضبا ليقطعها، فتمثل له الشيطان في صورته، وقال: ما تريد؟ قال: أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى، قال: كذبت، ما لك إلى ذلك من سبيل، فذهب ليقطعها فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد يقتله، قال أتدري من أنا؟ أنا الشيطان جئت أول مرة غضبا لله، فلم يكن لي عليك سبيل، فخدعتك بالدينارين فتركتها، فلما جئت غضبا للدينارين سلطت عليك. الحسن