فصل: ولعل القوم قد تابوا وربما كانوا خيرا منه لندمهم وكبره ويندرج في ضمن حديثه كشف عورات المسلمين لأنه يعلم من لا يعلم والستر على المسلم واجب مهما أمكن، وسمعت عن بعض الجهلة بالإنكار أنه يهجم على قوم ما يتيقن ما عندهم ويضربهم الضرب المبرح ويكسر الأواني وكل هذا يوجبه الجهل، فأما العالم إذا أنكر فأنت منه على أمان، وقد كان السلف يتلطفون في الإنكار، ورأى ومن تلبيس إبليس على المنكر أنه إذا أنكر جلس في مجمع يصف ما فعل ويتباهى به ويسب أصحاب المنكر سب الحنق عليهم ويلعنهم صلة بن أشيم رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما، وكان يمر بقوم يلعبون فيقول يا إخواني ما تقولون فيمن أراد سفرا فنام طول الليل ولعب طول النهار متى يقطع سفره. فانتبه رجل منهم فقال: يا قوم إنما يعلمنا هذا فتاب وصحبه.