عذ يا فتى بالله ذي الجلال والمجد والنعماء والأفضال واقرأ بآيات من الأنفال
ووحد الله ولا تبال
قال : فارتعت من ذلك روعا شديدا ، فلما رجعت إلى نفسي ، قلت :
يا أيها الهاتف ما تقول
أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما العويل
فقال :
هذا رسول الله ذو الخيرات يدعو إلى الخيرات والنجاة [ ص: 111 ]
يأمر بالصوم وبالصلاة ويزع الناس عن الهنات
قال : فأتبعت راحلتي ، وقلت :
أرشدني رشدا بها هديتا لا جعت يا هذا ولا عريتا
ولا صحبت صاحبا مقيتا لا يثوين الخير إن ثويتا
قال : فاتبعني ، وهو يقول :
صاحبك الله وسلم نفسكا وبلغ الأهل وسلم رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا وانصر نبيا عز ربي نصركا
قال : فدخلت المدينة ، فطلعت في المسجد ، فخرج إلي فقال : ادخل رحمك الله ، فقد بلغنا إسلامك ، فقلت : لا أحسن الطهور ، فعلمت ، ودخلت المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر كأنه البدر ، وهو يقول : أبو بكر ، " ما من مسلم توضأ ، فأحسن الوضوء ، ثم صلى صلاة يعقلها ، يحفظها ، إلا دخل الجنة " . فقال لتأتيني على هذا ببينة ، أو لأنكلن بك ، قال : فشهد له شويخ قريش عمر : فأجاز شهادته " . عثمان بن عفان ،