تبوك دعا فبعثه إلى خالد بن الوليد أكيدر دومة وهو : أكيدر بن عبد الملك ، رجل من ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كندة وكان ملكا عليها ، وكان نصرانيا ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد : إنك ستجده يصيد البقر ، فخرج خالد ، حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة [ ص: 527 ] صافية وهو على سطح له ، ومعه امرأته ، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر ، فقالت له امرأته : هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال : لا ، ومن يترك هذا ؟ قالت : لا أحد ، فنزل فأمر بفرسه فأسرج ، وركب ، وركب معه نفر من أهل بيته ، فيهم أخ له يقال له حسان ، فركب ، وخرجوا معه بمطاريدهم ، فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذته ، وقتلوا أخاه حسان ، وقد كان عليه قباء له من الديباج مخوص بالذهب ، فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن خالدا قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية ، ثم خلى سبيله ، فرجع إلى قريته ،فقال رجل من طيئ ، يقال له بجير بن بجرة ، يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد : إنك ستجده يصيد البقر ، وما صنع البقر تلك الليلة ؟ حتى استخرجه لتصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم :
تبارك سائق البقرات ليلا رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك
فإنا قد أمرنا بالجهاد
أكيدر : ملك دومة الجندل ، ودومة الجندل : على عشر ليال من المدينة ، وعشر ليال من الكوفة ، وعشر ليال من دمشق بها نخل وعيون . [ ص: 528 ]