33 - حدثنا قراءة عليه قال : ثنا سليمان بن أحمد محمد بن أحمد بن البراء ، قال : ثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه إدريس بن سنان ، عن جده بمثله ، وهب بن منبه
وقال : (والآجام في الصحاري ، والبراري في المفاوز والغيطان ، وزاد : بطيبة ، وملكه بالشام ، عبدي المتوكل المصطفى المرفوع الحبيب المتحبب المختار ، لا يجزي السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ويغفر ، رحيما بالمؤمنين ، يبكي للبهيمة المثقلة ، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة ، ليس بفظ ، ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزيء بالفحش ، ولا قوال بالخنا ، أسدده بكل جميل ، وأهب له كل [ ص: 73 ] خلق كريم ، أجعل السكينة لباسه ، والبر شعاره ، والتقوى ضميره ، والحكمة معقوله ، والصدق والوفاء طبيعته ، والعفو والمغفرة والمعروف خلقه ، والعدل سيرته ، والحق شريعته ، والهدى إمامه ، والإسلام ملته ، وأحمد اسمه ، أهدي به بعد الضلالة ، وأعلم به بعد الجهالة ، وأرفع به الخمالة ، وأسمي به بعد النكرة ، وأكثر به بعد القلة ، وأغني به بعد العيلة ، وأجمع به بعد الفرقة ، وأؤلف به بين قلوب وأهواء مشتتة ، وأمم مختلفة ، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس أمرا بالمعروف ، ونهيا عن المنكر ، وتوحيدا بي ، وإيمانا بي ، وإخلاصا لي ، وتصديقا لما جاءت به رسلي ، وهم رعاة الشمس ، طوبى لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي أخلصت لي ، ألهمتهم التسبيح والتكبير والتحميد والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ، ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم ، ويصفون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي ، هم أوليائي وأنصاري ، أنتقم بهم من أعدائي عبدة الأوثان ، يصلون لي قياما ، وقعودا وركوعا وسجودا ، ويخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفا ، ويقاتلون في سبيلي صفوفا وزحوفا ، أختم بكتابهم الكتب ، وبشريعتهم الشرائع ، وبدينهم الأديان ، فمن أدركهم فلم يؤمن بكتابهم ويدخل في دينهم وشريعتهم فليس مني ، وهو مني بريء ، وأجعلهم أفضل الأمم ، وأجعلهم أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ، إذا غضبوا هللوني ، وإذا قبضوا كبروني ، وإذا تنازعوا سبحوني ، يطهرون الوجوه والأطراف ، ويشدون الثياب إلى الأنصاف ، ويكبرون ويهللون على التلال والأشراف ، قربانهم دماؤهم ، وأناجيلهم صدورهم [ ص: 74 ] ، رهبانا بالليل ليوثا بالنهار ، ينادي مناديهم في جو السماء ، لهم دوي كدوي النحل ، طوبى لمن كان منهم وعلى دينهم ، ومناهجهم وشريعتهم ، ذلك فضلي أوتيه من أشاء ، وأنا ذو الفضل العظيم) . فإني مبتعث لذلك نبيا أميا ، ليس أعمى من عميان ، ولا ضالا من الضالين ، أفتح به آذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، مولده مكة ، ومهاجره