320 - حدثنا ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق بن خزيمة والمطرز قالا ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب وسهل بن يوسف قالوا [ ص: 411 ] كلهم ثنا عوف قال حدثني أبو رجاء قال ثنا قال : عمران بن حصين ثم فلان وفلان ، وسماهم ، بلال رضي الله عنهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لا نوقظه حتى يكون هو الذي يستيقظ ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه ، فلما استيقظ وعمر بن الخطاب ورأى ما أصاب الناس ، وكان رجلا جليدا ، فكبر ورفع صوته بالتكبير ، فما زال يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوته فشكا إليه القوم الذي أصابهم ، قال لا ضير ارتحلوا ، فارتحل القوم ، فسار غير بعيد ثم نزل ، فدعا بوضوء فتوضأ ، ثم نودي بالصلاة ، فصلى بالناس ، وانفتل من صلاته ، وإذا رجل معتزل لم يصل مع القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ؟ فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء ، قال : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ، ثم سار ، فاشتكى الناس إليه العطش ، فنزل فدعا فلانا ، قد سماه عمر أبو رجاء - نسيه عوف - ، ودعا فقال لهما : اذهبا فابغيا الماء ، فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها ، فانطلقا ، فقالا لها : أين الماء ، فقالت : عهدي به أمس هذه الساعة ، فقال لها : انطلقي ، فقالت : إلى أين ؟ فقال : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : هذا الذي يقال له الصابئ ؟ فقالا : هو الذي تعنين ، فانطلقي ، فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثاه الحديث فاستنزلوها عن بعيرها ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فجعل فيه أفواه السطيحتين أو المزادتين ، ثم تمضمض فأعاده في الإناء ، ثم أعاده في أفواه [ ص: 412 ] السطيحتين أو المزادتين ، ثم أوثق أفواههما ، وأطلق العزالي ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا ، فسقى من شاء واستقى من شاء ، فكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته جنابة وقال : اذهب فأفرغه عليك ، وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها ، وأيم الله لقد أوكأتهما حين أقلع وإنه ليخيل إلينا أنهما أشد امتلاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمعوا لها ، فجمعوا لها ما بين عجوة وسويقة ودقيقة ، حتى جمعوا لها طعاما في ثوب ، وحملوا لها على بعيرها ووضعوه بين يديها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعلمين والله ما رزأناك في مائك شيئا ، ولكن الله هو سقانا " ، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم ، فقالوا : يا فلانة ما حبسك ؟ قالت : العجب ، لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ، ففعل كذا وكذا ، الذي كان ، فوالله إنه لأسحر ما بين هذه وهذه - في رواية : وأشارت بيديها إلى السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا ، فكان المسلمون يغيرون على من حولها من المشركين فلا يصيبون الصرمة التي تليها ، فقالت يوما لقومها : والله ما أرى هؤلاء القوم يدعوننا فهل لكم في الإسلام ؟ فطاوعوها ، فجاؤوا فدخلوا في الإسلام . علي بن أبي طالب كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فسرنا ليلة ، حتى إذا كنا آخر الليل قبيل الصبح وقعنا تلك الوقعة ، ولا وقعة أحلى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلا حر الشمس ، وكان أول من استيقظ