255 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا قال ثنا بشر بن الوليد الكندي بشر بن عبد الله الناجي قال : كنت عند فجاء الحسن بن أبي الحسن ، فسلم وجلس ، فجاءه رجلان فقالا : جئناك نسألك عن شيء ، فقال : سلاني عما بدا لكما فقالا : عندك علم من ابن سيرين ؟ فتبسم وقال : ما كنت أظن أن يسألني عن هذا أحد من الناس ولكن اذهبا إلى الجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أكبر سنا مني ، لعله يخبركم بالذي رأى وسمع ، فانطلق الرجلان وانطلقت معهما حتى دخلنا على أبي رجاء ، فإذا هو في جوف الدار والدار مملوءة رملا ، وإذا بين يديه ناقة تحلب ، فسلمنا عليه وجلسنا فقلنا : جئناك نسألك عن شيء ، فقال : سلا عما شئتم ، فقالا : أعندك علم من الجن ممن بايع [ ص: 361 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبسم مثل أبي رجاء ، فقال : ما كنت أظن أن يسألني عن هذا أحد من الناس ، ولكن أخبركم بالذي رأيت وبالذي سمعت ، كنا في سفر حتى نزلنا على الماء فضربنا أخبيتنا وذهبت أقيل ، فإذا أنا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب ، فمددت إداوتي فنضحت عليها من الماء ، كلما نضحت عليها الماء سكنت ، وكلما حبست عنها الماء اضطربت حتى أذن المؤذن بالرحيل ، فقلت لأصحابي : انتظروا حتى أعلم هذه الحية إلام تصير ، فلما صلينا العصر ماتت الحية ، فعمدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة بيضاء فلففتها وكفنتها وحفرت لها ودفنتها ، ثم سرنا يومنا ذلك وليلتنا ، حتى إذا أصبحت ونزلنا على الماء ، وضربنا أخبيتنا فذهبت أقيل ، فإذا أنا بأصوات : سلام عليكم ، مرتين ، لا واحد ، ولا عشرة ، ولا مائة ، ولا ألف ، أكثر من ذلك ، فقلت : ما أنتم ؟ قالوا : نحن الجن ، بارك الله عليك ، قد صنعت إلينا ما لا نستطيع أن نجازيك عليه ، فقلت : ماذا صنعت إليكم ؟ قالوا : إن الحية التي ماتت عندك كانت آخر من بقي ممن بايع من الجن النبي صلى الله عليه وسلم . الحسن