قالت فقلت خديجة : لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي : ذلك ما أخبرني محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال ورقة :
إن يك حقا يا خديجة فاعلمي حديثك إيانا فأحمد مرسل يفوز به من فاز فيها بتوبة
ويشقى به العاني الغوي المضلل فريقان : منها فرقة في جنانه
وأخرى بأجواز الجحيم تغلل إذا ما دعوا بالويل فيها تتابعت
مقامع في هاماتهم ثم مزعل فسبحان من تهوي الرياح بأمره
ومن هو في الأيام ما شاء يفعل ومن عرشه فوق السماوات كلها
وأحكامه في خلقه لا تبدل
وقال أيضا ورقة [ ص: 218 ] :
يا للرجال لصرف الدهر والقدر وما لشيء قضاه الله من غير
حتى خديجة تدعوني لأخبرها وما لنا بخفي الغيب من خبر
فكان ما سألت عنه لأخبرها أمرا رآه سيأتي الناس عن خبر
فخبرتني بأمر قد سمعت به فيما مضى من قديم الناس والعصر
بأن أحمد يأتيه فيخبره جبريل أنك مبعوث إلى البشر
فقلت إن الذي ترجين ينجزه لك الإله فرجي الخير وانتظري
وأرسليه إلينا كي نسايله عن أمره ما يرى في النوم والسهر
فقال : خير أتانا منطقا عجبا يقف منه أعالي الجلد والشعر
إني رأيت أمين الله واجهني في صورة أكملت في أهيب الصور
ثم استمر فكان الخوف يذعرني مما يسلم من حولي من الشجر
فقلت ظني وما أدري سيصدقني أن سوف يبعث يتلو منزل السور
وسوف أوليك إن أعلنت دعوتهم مني الجهاد بلا من ولا كدر