39 - (باب : ذكر البيان الشافي لصحة ما ترجمته للباب قبل هذا) :
إن الله - جل وعلا - يكلم الكافر والمنافق يوم القيامة تقريرا وتوبيخا ، وذكر إقرار الكافر في ذلك الوقت بكفره في الدنيا ، وهو إقراره : أنه لم يكن يظن في الدنيا أنه ملاق ربه يوم القيامة ، فمن كان غير مؤمن في الدنيا ، غير مصدق بأنه ملاق ربه يوم القيامة ، فكافر غير مؤمن .
وذكر دعوى المنافق في ذلك الوقت : أنه كان مؤمنا بربه ، - عز وجل - ، وبنبيه وبكتابه ، صائما ومصليا ، مزكيا في الدنيا ، وإنطاق الله - عز وجل - فخذ المنافق ولحمه وعظامه ، لما كان يعمل في الدنيا ، تكذيبا لدعواه بلسانه .
[ ص: 369 ] 1 - ( 220 ) : حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار ، قال : ثنا سفيان ، قال : سمعته منه - يعني من وروح بن القاسم ، - عن أبيه ، عن سهيل بن أبي صالح ، - رضي الله عنه - قال : أبي هريرة
قال : " فوالذي نفسي بيده : لا تضارون في رؤية ربكم ، كما لا تضارون في رؤيتهما . قال : فيلقى العبد ، فيقول : أي قل - يعني يا فلان - : ألم أكرمك ؟ [ ص: 370 ] ألم أسودك ؟ ، ألم أزوجك ؟ ، ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأتركك ترأس وتربع ؟ ، قال : بلى يا ربي . قال : فظننت أنك ملاقي ؟ ، قال : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني .
قال : ثم يلقى الثاني : فيقول : ألم أكرمك ؟ ، ألم أسودك ؟ ألم أزوجك ؟ ، ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأتركك ترأس وتربع ؟ قال : بلى ، يا رب . قال : فظننت أنك ملاقي ؟ قال : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني .
قال : ثم يلقى الثالث ، فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك ، آمنت بك ، وبنبيك ، وبكتابك ، وصمت وصليت ، وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع ، فيقال له : أفلا نبعث عليك شاهدنا ؟ قال : فينكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه ، قال : فيختم على فيه ، ويقال : لفخذه انطقي ، قال : فتنطق فخذه ولحمه وعظامه ، بما كان يعمل ، فذلك المنافق ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك الذي سخط الله عليه .
[ ص: 371 ] قال : ثم ينادي مناد : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد . . . . سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فقالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال : " هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ، ليس فيها سحاب " ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " فهل تضارون في الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب ؟ " ، قالوا : لا يا رسول الله . " . فذكر الحديث بطوله .