2 - ( 221 ) : حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ، قال : ثنا سفيان ، عن سهيل ، عن أبيه ، ، - رضي الله عنه - قال : قال قائلون : يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ . قال : هل تضارون في رؤية الشمس في ظهيرة ، ليس فيها سحاب ؟ ، قالوا : لا ، قال : فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ، ليس فيها سحاب ؟ ، [ ص: 372 ] قالوا : لا قال : فوالذي نفسي بيده : ما تضارون إلا كما تضارون في رؤيتهما ، يلقى العبد ، فيقول : - أي قل - : ألم أكرمك ؟ ، ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ؟ ، ألم أتركك ترأس وتربع ؟ ، فيقول : بلى ، فيقول : " فظننت أنك ملاقي " ، فيقول : لا ، فيقول : " إني أنساك كما نسيتني " . أبي هريرة
قال : ثم يلقى الثاني : أي قل : ألم أكرمك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ؟ ألم أتركك ترأس وتربع ؟ ، فيقول : بلى ، " فظننت أنك ملاقي ؟ " .
ثم يلقى الثالث : فيقول : رب ، آمنت بك وبكتابك ، وصليت وتصدقت . قال : فيقول : " ألا أبعث شاهدا يشهد عليك " ، فينكر في نفسه ، من الذي يشهد عليه ؟ ، قال : فيختم على فيه ، ويقول لفخذه : " انطقي " ، فتنطق فخذه ، وعظمه ولحمه ، بما كان يفعل ، فذلك المنافق ، وذلك الذي يعذل نفسه ، وذلك الذي سخط الله عليه .
[ ص: 373 ] فينادي مناد : ألا تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فيتبع الشياطين ، والصليب أولياؤهم إلى جهنم ، وبقينا أيها المؤمنون ، فيأتينا ربنا ، فيقول : " على ما هؤلاء ؟ " ، فنقول : نحن عباد الله المؤمنون آمنا بربنا ، ولم نشرك به شيئا .
وهو ربنا - تبارك وتعالى - ، وهو يأتينا ، وهو يثبتنا ، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا ، فيقول : " أنا ربكم ، فانطلقوا " ، فننطلق حتى نأتي الجسر ، وعليه كلاليب من نار تخطف .
عند ذلك حلت الشفاعة - أي اللهم سلم ، اللهم سلم ، فإذا جاوزا الجسر ، فكل من أنفق زوجا من المال في سبيل الله مما يملك ، فتكلمه خزنة الجنة ، تقول : " يا عبد الله ، يا مسلم هذا خير " .
فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : يا رسول الله : إن هذا عبد لا توى عليه ، يدع بابا ، ويلج من آخر ، فضرب كتفه ، وقال : إني لأرجو أن تكون منهم . عن