856 - ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " استحيوا من الله حق الحياء " قالوا : إنا لنستحي ، والحمد لله ، فقال : " ليس ذاك " .
فدل أن للحياء حقيقة فوق ما أوتوا من الحياء ، فقال : ليس ذاك حق الحياء ، ولكنه حياء دون الحقيقة ، ثم قال : فأخبر أن الحياء حق الحياء أن يستحي العبد من الله تعالى أن يراه ناسيا للمقابر ، والبلى ، فإذا استحيى من ذلك دام منه الذكر للمقابر ، والبلى ، لا ينسى ذلك حياء من ربه تعالى . " ولكن الحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر ، والبلى " ،
وقال : يعني ما احتوى عليه الرأس من سمع ، وبصر ، ولسان ، " وليحفظ الرأس وما وعى " ، وقال بعضهم : " الجوف وما وعى " ، وذلك يجمع كل ما أضمر عليه العبد ، وكل ما دخل جوفه فقد اجتمع في الحياء من الله تعالى الخير كله من الفرض والتطوع جميعا ، وذلك كله من الإيمان . " وليحفظ البطن وما حوى "