265 - حدثنا أبو جعفر محمد بن الجنيد ، ثنا ثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أنس بن مالك ، آدم يوم القيامة ، ولا فخر ، وأنا أول من ينشق عنه [ ص: 273 ] الأرض ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ، ولا فخر ، وآدم فمن دونه تحت لوائي ، فيطول يوم القيامة على الناس ، حتى يقول بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر ، فيشفع لنا إلى ربنا ، فليقض بيننا ، فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم! أنت الذي خلقك الله بيده ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي ، وإنه لا يهمني إلا نفسي ، ولكن ائتوا نوحا ، رأس النبيين .
فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نوح! اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض ، وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم ، فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وإن حاول بهن إلا عن دين الله : قوله : ( إني سقيم ) ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ) ، وقوله لامرأته : إنها أختي ، وأنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا موسى الذي اصطفاه الله برسالته وبكلامه! ، فيأتون موسى ، فيقولون : يا موسى! أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، فاشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناك ، وإني قتلت نفسا بغير [ ص: 274 ] نفس ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته! ، فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى! ، أنت روح الله ، وكلمته ، اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني اتخذت إلها من دون الله ، وإني لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم عليه ، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم ؟ ! فيقولون : لا ، فيقول : إن محمدا خاتم النبيين ، وقد حضر اليوم ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فيأتوني ، فيقولون : يا محمد! اشفع لنا إلى ربك ، فليقض بيننا ، فأقول : نعم ، أنا لها ، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى .
فإذا أراد الله أن يصدع بين خلقه ، نادى مناد : أين أحمد وأمته ؟ ، فنحن الآخرون والأولون ، آخر الأمم ، وأول من يحاسب ، فيفرج لنا الأمم عن طريقنا ، فنمضي غرا محجلين من آثار الطهور ، فتقول الأمم : كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلها ، فآتي باب الجنة ، فآخذ بحلقة الباب فأقرع الباب ، فيقال : من أنت ؟ فأقول محمد ، فيفتح لي ، فأرى ربي ، وهو على سريره أو كرسيه فأخر ساجدا ، فأحمده بمحامد ، لم يحمده بها أحد قبلي ، ولن يحمده بها أحد بعدي ، فيقال لي : " ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع! " ، فأرفع رأسي ، فأقول : أي رب! ، أمتي أمتي! [ ص: 275 ] فيقول : " أخرج من كان في قلبه مثال شعيرة! " ، فأخرجهم ، ثم أعود فأخر ساجدا ، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ، ولن يحمده بها أحد بعدي ، فيقال : " ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه " ، واشفع تشفع! ، فأرفع رأسي ، فأقول : " أي رب! ، أمتي أمتي!! " ، فيقال : " أخرج من النار من كان في قلبه مثال برة " ، ثم أعود فأخر ساجدا ، فأحمده بمثل ذلك ، فيقال : " ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع " ، فأقول : " أي رب! أمتي ؟ ! " ، فيقال : أخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة " . " إنه لم يكن نبي ، إلا له دعوة يتنجزها في الدنيا ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي ، وأنا سيد ولد
266 - حدثنا محمد بن الجنيد البغدادي ، ثنا ثنا عمرو بن عاصم ، حماد ، عن عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله ، غير أنه قال : " أخرج من كان في قلبه كذا وكذا " ، ولم يحفظ ابن عباس ، حماد ، وفي الثانية كذا وكذا ، ولم يحفظ حماد .
267 - حدثنا محمد بن الجنيد ، ثنا ثنا عمرو بن عاصم ، حماد ، عن يزيد الرقاشي ، عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث [ ص: 276 ] أنس ، ثابت .