811 - ثنا ثنا أبو بكر ، ثنا محمد بن بشر ، أبو حيان ، عن عن أبي زرعة ، قال : أبي هريرة ، فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم أنا سيد الناس يوم القيامة ، هل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس ، فتبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ آدم ، فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كان نهاني عن الشجرة ، فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، [ ص: 380 ] اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا ، فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول نوح : إن ربي قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، إنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم ، فيقولون : يا إبراهيم ، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى ، فيقولون : يا موسى ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى . فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله ، كلمت الناس في المهد وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله ، ولم يذكر له ذنبا ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد ، فيأتوني فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، أما ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق حتى آتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد من قبلي ، ثم يقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي ، ثلاث مرات ، فيقال : يا محمد ، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب " . [ ص: 381 ] ثم قال : " والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر ، وكما بين مكة وبصرى " . أتي النبي صلى الله عليه وسلم ، يوما بلحم ، قال : فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ، ثم قال : "