812 - ثنا هدبة بن عبد الوهاب أبو صالح ثقة ، حدثنا ثنا النضر بن شميل ، أبو نعامة العدوي ، ثنا أبو هنيدة البراء بن نوفل ، عن والان العدوي ، عن حذيفة ، عن قال : أبي بكر الصديق ، سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما شأنه ، صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط ؟ قال : نعم . فسأله فقال : " عرض علي ما هو كائن إلى يوم القيامة من أمر الدنيا والآخرة . يجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد ، يفظع الناس بذلك ، حتى انطلقوا إلى آدم والعرق يكاد أن يلجمهم ، فقالوا : يا لأبي بكر : آدم أنت أبو البشر ، وأنت اصطفاك الله ، اشفع لنا إلى ربك ، فقال : قد لقيت مثل ما لقيتم ، فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم : نوح ، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، فينطلقون إلى نوح فيقولون : يا نوح ، اشفع لنا إلى ربك ، فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا ، فيقول : ليس ذاكم عندي ، انطلقوا إلى موسى ، فإن الله تعالى كلمه تكليما . فيقول موسى : ليس ذاكم عندي ، فانطلقوا إلى عيسى ابن مريم ، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى . فيقول عيسى : ليس ذاكم عندي ، ولكن [ ص: 382 ] انطلقوا إلى سيد ولد آدم ، فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، فانطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم " . قال : " فأنطلق ، فيأتي جبريل عليه السلام ربه تبارك وتعالى فيقول : ائذن له ، وبشره بالجنة ، فأنطلق فأخر ساجدا قدر جمعة ، ثم يقول الله عز وجل : ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع " . قال : " فأذهب لأقع ساجدا " . قال : " فأخذ جبريل بضبعيه " . قال : " فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر ، فأقول : أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر من ما بين صنعاء وأيلة . ثم يقال : ادعوا الصديقين فيشفعون ، ثم يقال : ادعوا الأنبياء ، فيجيء النبي معه العصابة ، والنبي معه الخمسة والستة ، والنبي ليس معه أحد ، حتى يقال : ادعوا الشهداء ، فيشفعون لمن أرادوا . فإذا فعلت الشهداء ذلك ، يقول الله تبارك وتعالى : أنا أرحم الراحمين ، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا " . قال : " فيدخلون الجنة " . أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم ، فصلى الغداة ، ثم جلس مكانه حتى إذا كان من الضحى ، ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب ، كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم قام إلى أهله ، فقال الناس
[ ص: 383 ]