[ ص: 97 ] المسألة السادسة
اختلفوا في كقوله - صلى الله عليه وسلم - : " تقييد الحكم بإنما " ، " إنما الشفعة فيما لم يقسم " ، " وإنما الأعمال بالنيات " ، " وإنما الولاء لمن أعتق " هل يدل على الحصر أو لا ؟ فذهب وإنما الربا في النسيئة القاضي أبو بكر والغزالي والهراسي وجماعة من الفقهاء إلى أنه ظاهر في الحصر محتمل للتأكيد .
وذهب أصحاب أبي حنيفة وجماعة ممن أنكر دليل الخطاب إلى أنه لتأكيد الإثبات ، ولا دلالة له على الحصر ، وهو المختار .
وذلك لأن كلمة ( إنما ) قد ترد ولا حصر ، كقوله : " " وهو غير منحصر في النسيئة لانعقاد الإجماع على تحريم ربا الفضل فإنه لم يخالف فيه سوى إنما الربا في النسيئة ، ثم رجع عنه . ابن عباس
وقد ترد والمراد بها الحصر كقوله تعالى : ( إنما أنا بشر مثلكم ) [1] وعند ذلك فيجب اعتقاد كونها حقيقة في القدر المشترك بين الصورتين ، وهو تأكيد إثبات الخبر للمبتدأ ، نفيا للتجوز والاشتراك عن اللفظ لكونه [2] على خلاف الأصل ، ولأن كلمة ( إنما ) لو كانت للحصر لكان ورودها في غير الحصر على خلاف الأصل .
فإن قيل : ولو لم تكن للحصر ، لكان فهم الحصر في صورة الحصر من غير دليل ، وهو خلاف الأصل .
قلنا : إنما يكون فهم ذلك من غير دليل أن لو كان دليل الحصر منحصرا في كلمة ( إنما ) وليس كذلك .