باب . ما يتقى من فتنة المال
لقول الله سبحانه وتعالى: ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) ، وقال سبحانه وتعالى: ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه ) [ ص: 252 ] أي: أعطاه وملكه، يقال: هم خول فلان، أي: أتباعه وقال سبحانه وتعالى: ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ) ، قيل معناه: امتنع بقوته ورجاله. وقال تعالى: ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) ، قال : تردى، أي: مات، وقوله سبحانه وتعالى: ( مجاهد جمع مالا وعدده ) أي: جعله عدة للدهر، وقال سبحانه وتعالى: ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ) أي: جعلنا مجرميها أكابر، لأن الرياسة والدعة أدعى لهم إلى الكفر.
وقال سبحانه وتعالى: ( إن الإنسان خلق هلوعا ) الهلوع: ما جاء في الآية من التفسير الذي يجزع ويفزع من الشر، ويحرص ويشح على المال، وقيل: لا يصبر على المصائب، وقال سبحانه وتعالى: ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ) ، إلى قوله: ( ذلك متاع الحياة الدنيا ) قال عمر "اللهم إنا لا نستطيع ألا نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقها"، قال : [ ص: 253 ] "إنما سمي المال مالا لأنه يميل القلوب". سفيان الثوري