20 - شهادة أهل الأهواء
[ ص: 320 ]
20121 - كلام رحمه الله في كتاب "أدب القاضي" يدل على أنه كان يذهب إلى قبول شهادتهم، إلا أن يكون منهم من يعرف باستحلال شهادة الزور على الرجل لأنه يراه حلال الدم والمال، فترد شهادته بالزور. الشافعي
20122 - أو يكون منهم من يستحل الشهادة للرجل إذا وثق به، فيحلفه له على حقه، ويشهد له بالبت به، ولم يحضره ولم يسمعه، فترد شهادته من قبل استحلاله للشهادة بالزور.
20123 - أو يكون منهم من يباين الرجل المخالف له مباينة العداوة له، فترد شهادته من جهة العداوة.
20124 - ثم ساق الكلام إلى أن قال: وأيهم سلم من هذا أجزت شهادته.
20125 - أولى أن تطيب النفس عليها من شهادة من يخفف المأثم فيها، وكأنه لا يرى بكفرهم. وشهادة من يرى الكذب شركا بالله أو معصية له ويوجب عليها النار
20126 - وقد حكينا عنه، وعن غيره من أئمة الدين أنهم كفروا القدرية، ومن أنكر منهم صفات الله الذاتية نحو: الكلام، والعلم، والقدرة.
20127 - فكأنه أراد بالتكفير ما ذهبوا إليه من نفي الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه في كتابه، وجحودهم لها بتأويل بعيد، ولم يرد كفرا يخرجون به عن الملة لاعتقادهم إثبات ما أثبت الله في الجملة، وإن كانوا تركوا هذا الأصل في بعض ما ذهبوا إليه بشبهة فأخطؤوا، كما لم يخرج عن الملة من أنكر إثبات المعوذتين في المصاحف كسائر السور، لما ذهب إليه من الشبهة، والله أعلم.
20128 - وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: " القدرية مجوس هذه الأمة " [ ص: 321 ] .
20129 - فإنما سماهم مجوسا لمضاهاة بعض ما يذهبون إليه مذاهب المجوس.
20130 - وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " .