32 - باب البكاء على الميت
7767 - أخبرنا قال: حدثنا أبو سعيد قال: أخبرنا أبو العباس قال: قال الربيع رحمه الله: "وأكره النياحة على الميت بعد موته وأن تندبه النائحة على الانفراد، ولكن ويعزى بما أمر الله به من الصبر والاسترجاع". الشافعي
7768 - وأكره المأتم، وهي الجماعة، وإن لم يكن لهن بكاء، فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الأثر.
7769 - أخبرنا قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا يحيى بن معين عن ابن عيينة، عن أبيه، عن ابن أبي نجيح، قال: عبيد بن عمير لما مات أم سلمة: قلت: غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه، فبينا أنا كذلك قد تهيأت للبكاء عليه إذ أتت امرأة تريد أن تسعدني من الصعيد، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ ص: 341 ] "أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا قد أخرجه الله منه؟" قالت: فكففت عن البكاء فلم أبكه " أبو سلمة رواه قالت في الصحيح، عن مسلم عن إسحاق بن إبراهيم ابن عيينة.
7770 - وأخبرنا قال: حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار أحمد بن محمد البرتي قال: حدثنا قال: حدثنا أبو نعيم عن سفيان، زبيد، عن عن إبراهيم، عن مسروق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله "ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" رواه في الصحيح، عن البخاري وأخرجاه من حديث أبي نعيم. عبد الله بن مرة، عن مسروق.
[ ص: 342 ] 7771 - وأخرجا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أبي موسى، "أني برئ من كل حالقة، أو سالقة، أو خارقة".
7772 - وروينا في حديث عطية عن قال: أبي سعيد [ ص: 343 ] قال "لعن رسول الله النائحة والمستمعة" "وأرخص في البكاء بلا أن تندبن، ولا أن يقلن إلا خيرا، ولا يدعون بحرب قبل الموت، فإذا مات أمسكن". الشافعي:
7773 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، قالوا: حدثنا وأبو سعيد قال: أخبرنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي عن مالك، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث، وهو جد عبد الله بن عبد الله بن جابر أبو أمه أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "غلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة، وبكين، فجعل يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعهن فإذا وجب، فلا تبكين باكية" قالوا: يا رسول الله وما الوجوب؟ قال: "إذا مات". جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود
7774 - كان قد وقع في الكتاب، عن عبد الله بن عتيك، وإنما، هو جابر بن عتيك.
7775 - وروينا في الحديث الثابت، عن في شكوى عبد الله بن عمر وبكاء النبي صلى الله عليه وسلم لما وجده في غشية وبكائهم ببكائه قال: فقال: سعد بن عبادة "ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم".
[ ص: 344 ] 7776 - وهو نظير ما روينا في الحديث الثابت، عن في أنس بن مالك إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. قال فلقد رأيته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكيد بنفسه، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون". أنس: قصة
7777 - وروينا في الحديث الثابت، عن أن النبي صلى الله عليه وسلم أنس جعفرا، وزيدا، وابن رواحة، نعاهم قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان". "نعى
7778 - وفي الحديث الثابت عن قال: أبي هريرة "زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله".
[ ص: 345 ] 7779 - وفي كتاب عن حرملة، قال: أخبرنا الشافعي عن سفيان، عن محمد بن عجلان، عن وهب بن كيسان، أبي هريرة، سمع باكية فنهاها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعها يا عمر بن الخطاب، أبا حفص فإن العهد قريب، والعين باكية، والنفس مصابة".
7780 - قال هذا الحديث من هذا الوجه منقطع، وقد رواه أحمد: عن هشام بن عروة، أن وهب بن كيسان أخبره أن محمد بن عمرو سلمة بن الأزرق قال: أشهد على أني سمعته يقول: أبي هريرة وانتهرهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "دعهن يا عمر فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد حديث". عمر، مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، ونساء يبكين عليها فزجرهن
7781 - أخبرناه أبو محمد السكري قال: أخبرنا قال: حدثنا إسماعيل الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر، فذكره. هشام بن عروة،
7782 - وفي كل ذلك مع غيره دلالة على جواز البكاء قبل الموت وبعده بلا ندب، ولا نياحة ولا مأتم.
7783 - وحديث ابن عتيك محمول على كراهية اجتماعهن بعد الموت للبكاء، والله أعلم.
[ ص: 346 ]