ذكر من قبض المال ورب المال ، يختلفان في المال
واختلفوا في
وقال صاحب المال : كذبت ، بل غصبتنيها أو أخذتها بغير أمري . الرجل يقول للرجل قد استودعتني ألف درهم فضاعت .
فقالت طائفة : القول قول المستودع ولا ضمان عليه ، لأنه لم يحدث شيئا إنما ذكر أن رب المال وضع ماله في موضع فضاع فلا ضمان عليه . [ ص: 334 ]
هذا قول أصحاب الرأي .
قالوا : فإن قال المستودع : أخذتها منك وديعة ، وقال رب المال : غصبتنيها فالمستودع ضامن ، لأنه قال : أخذتها .
وقيل لابن القاسم : إن قال : استودعتني ألف درهم فضاعت مني ، قال رب المال : بل قرض ، قال : فالقول قول رب المال قياسا على قول ، قد حكى ابن نافع عنه أنه قال : من أقر بمال وديعة فادعى أنه ذهب منه أو ادعى أنه رده على صاحبه فهو مأمون ولا ضمان عليه فجواب مالك هذا خلاف ما ذكره مالك من قياس قوله . ابن القاسم
قال : وليس بين ما فرق أصحاب الرأي في هذا الباب فرق ، لأنه في كلا الحالتين لم يقر بغصب ولا بما يوجب عليه حقا ، والله أعلم . أبو بكر
وقال في الحسن البصري . قال : القول قول الذي في يده المال . رجل له عند رجل ألف درهم قال : استودعتنيها . وقال الآخر : بل أقرضتنيها
وقال : بلغني عن ابن وهب ربيعة أنه قال فيمن ادعى قبل رجل وديعة ، فقال صاحبه : إنما هي مقارضة وقد هلك أكثرها . قال : يكون أمرها على مال المعير ، فإذا لم تكن بينة . قال : وسألت ابن وهب مالكا وغيره من أهل العلم - يعني في ذلك فقالا : يحلف الذي يدعي أنها قبله قراض ثم [ ص: 335 ] لا يكون إلا ذلك .
قال : وحكاية أبو بكر هذه موافقة لحكاية ابن وهب ابن نافع عنه .
وقال : الأوزاعي . إذا قال : استودعنيه ، وقال الآخر : بل دفعته مضاربة . قال : هو وديعة إلا أن يأتي الآخر ببينة أنه دفع إليه مضاربة